عزيزى القارئ.. فتش فى ذاكرتك، ابحث فى أرض الواقع، وتابع مباريات الدورى المصرى سواء الآن أو قبل سنوات.. والآن أجب على السؤال الصعب: من تراه خليفة جنرال الكرة المصرية محمود الجوهرى؟
السؤال صعب جدًا، لأنك لا يمكن أن تختصر استراتيجية محمود الجوهري كما يحلو للبعض فى جملة «الدفاع خير وسيلة للهجوم». فصحيح أن الرجل اشتهر بخططه الدفاعية الصلبة التى مكنته من قيادة المنتخب المصرى الأول للوصول إلى نهائيات كأس العالم 1990 فى معجزة كروية فى ذلك الوقت لم تتكرر إلا قبلها بأكثر من نصف قرن، لكن صحيح أيضًا أن الرجل كان له أسلوبه الخاص والشامل الذي نجح في تحقيق «معجزات» للكرة المصرية لا تزال تتألق في سمائها.
الدفاع والكاريزما
طريقة الجوهري الدفاعية – المتوازنة أحيانًا والجامحة فى الغالب – جعلت مدربًا مثل مدرب أيرلندا الإنجليزي جاك شارلتون يشد شعر رأسه فى مواجهته مع مصر بعدما فشل أن يجد حلا لمواجهة هذا الحائط الدفاعي الصلب.
لكن الجوهري لم يكن مهتمًا بأن تكون المباراة ممتعة للمشاهدين. الأهم أن يكسب المنتخب المصرى.
وبالفعل، ففي مونديال 1990، لم يخسر الجوهري مباراة أيرلندا، ولا مباراة هولندا السابقة لها التى انتهت بنتيجة «مستحيلة» هي التعادل الإيجابى بهدف لكل.
طريقة الجوهرى التدريبية كما أكدنا لم تقتصر على الدفاع. فكلما كانت تحين الفرصة، كان الجانب الهجومي الحذر يظهر. فمثلًا هزم الجوهري منتخب الجزائر بخماسية فى إحدى مباريات التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2002، وكذلك الأمر في مباريات أفريقية كثيرة حقق الرجل فيها نتائج كبيرة من ناحية التهديف.
الدارس لأسلوب الجوهري لا يمكنه أن يختزل قيمة الرجل في الأمور الفنية. فهو كان يمتلك كاريزما هائلة تمكنه من السيطرة على كل من يرأسهم، محافظًا فى الوقت ذاته على شعرة الحب والاحترام والتقدير بينه وبينهم.
الجوهرى كان أشهر من قام بدور الطبيب النفسى فى كل الفرق التى قام بتدريبها، خاصة المنتخب المصرى. لقد كان كان أقرب للاعبيه ورجاله حتى من أسرهم وذويهم. كان– بحكم تربيته العسكرية – صارما وصاحب قرار حاسم وواضح، لكنه امتلك القدرة على شحن لاعبيه وبث الحماس بداخلهم فى المواقف الكبرى.
وحتى في الجانب الإدارى، كان الجوهرى صاحب بصمة واضحة فيه بما لا يتدخل مع عمل زملاءه داخل منظومة الفريق.. باختصار يمكننا القول إن لمحمود الجوهرى مدرسة تدريبية خاصة به. من هنا فإنه من الصعب الجزم بهوية المدير الفنى القادر على أن يكون خليفة الجنرال.
شحاتة
من بين المدربين الأكثر شهرة حاليًا يبرز اسم حسن شحاتة كمدرب يمكن مقارنته بالجوهري. سار «المعلم» على نهج الجوهرى فيما يتعلق بالجانب الإنسانى والنفسى للاعبيه. حيث كان شحاتة صديقًا وقريبًا لنجوم المنتخب إبان فترة عمله الطويلة معهم.. امتزج بهم عن قرب، وارتبط بأسماء منهم كانت عاملًا مشتركًا فى تحقيق أغلب نجاحاته.
فأبو تريكة وأحمد حسن وعماد متعب وأحمد فتحى وغيرهم تألقوا بشكل بارز مع المعلم واعترفوا جميعا بأنه الأقرب للجوهرى فى التعامل النفسى والإنسانى مع لاعبيه.
وربما كان العميد أحمد حسن هو الأقدر على الحكم فى هذا الأمر، خاصة بسبب معاصرته لتجربتى الجوهرى وشحاتة، حيث أن الأول اكتشفه وأبرزه على الساحة، بينما حقق توهجه مع الثانى وصار صقرا عالميًا معروفًا.
كرر المعلم تجربة الجنرال مع حسام حسن. فالأول أعاده إلى منتخب مصر فى كأس الأمم الافريقية 2006 واعتمد عليه بشكل كبير، فأبلى بلاءً حسنا فى ختام مشواره كلاعب، والثانى اعتمد عليه بشكل أساسى فى كأس الأمم الأفريقية 1998 ولم يخيب ابنه البار أمله فيه أبدًا.
تحلى المعلم بصرامة وقوة شخصية جعلته الأقرب للجوهرى. فلا ينس أحد قرار شحاتة باستبعاد ميدو من المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الافريقية 2006 بمصر عقب الواقعة الشهيرة بينهما. إذ لم يتراجع المعلم عن قراره حتى وإن عفا عنه ظاهريًا رافضًا الاستعانة به فى تلك المباراة الحاسمة للبطولة. وقد كرر شحاتة نفس الأداء مع شيكابالا أثناء تدريبه لنادى الزمالك وأصر على رحيل اللاعب عن النادى ثم رحل هو أيضًا.
الكل كذلك ربما يتذكر واقعة ترحيل إبراهيم سعيد من كأس الأمم الأفريقية 2002 بمالى بسبب مشاكله مع بعض لاعبى المنتخب. إذ لم يتردد الجوهرى للحظة فى اتخاذ قرار رحيل اللاعب عن البطولة حتى لو تأثر فنيًا. وكان الجوهرى عنيدًا للغاية عندما رفض الضغط عليه بإشراك طاهر أبو زيد أحد أمهر لاعبى مصر وقت مشاركتها فى كأس العالم 90 وأكد على أن القرار الفنى له وحده ويتحمل دوما تبعاته.
حسام حسن
أما فيما يتعلق ببث الروح والحماس فى نفوس اللاعبين، فيذهب عقلك في هذا الشأن مباشرة إلى الكوتش حسام حسن، هذا اللاعب الذى يعتبر الجوهرى بمثابة الأب الروحى له فى كل شئ. فهو من اكتشفه وجعل منه رأس حربة مصر الأشهر عبر التاريخ.
فإذا كانت طريقة لعب المدير الفنى حسن تختلف عن الجوهرى بحكم التغيير الذى طرأ على كرة القدم وسرعتها الحالية وقوانينها المختلفة، وكذلك بحكم مركز حسام كلاعب مهاجم من طراز فريد لا يلجأ إلى الطرق الدفاعية ويغامر بالهجوم، إلا أنه يشبه الجوهرى كثيرا فى نقطة بث الحماس والروح فى فريقه بشكل يفوق كل أقرانه. حسن شخصيًا كان حماسيًا لدرجة تفوق الوصف أثناء فترة لعبه للكرة. وكثيرًا ما ساعده الجوهرى على ذلك. حيث كان كلما ابتعد حسام عن مستواه أو خامره الشعور بالإحباط، يعيد الجنرال اكتشافه ويدفعه بكل حماس إلى التألق مجددًا.
العشري
تعرض الجوهرى للكثير من الهجوم الإعلامى أثناء ولاياته الأربع لمنتخب مصر، لكنه في المقابل لم يهاجم أحدًا ولم يتجاوز فى حق من هاجموه وأهانوه. كان مثالًا لصاحب الخلق القويم والأدب الجم والهدوء وفى التعامل مع المشكلات، واهتم دائمًا بتشجيع المدربين الصاعدين وتوجيههم والحديث عن المنافسين بكل احترام وتقدير.
المدرب الأكثر شبهًا بالجوهري في هذا الجانب هو طارق العشرى المدير الفنى السابق لحرس الحدود والحالى لفريق انبى بأدبه الجم ورقى خلقه وتصريحاته الهادئة المتوازنة. أبدًا لن تجد تصريحًا أو كلمة للعشرى يهاجم فيها أحدًا أو ينتقد شخصًا او يتجاوز فى حق مؤسسة. وكثيرًا ما تحدث عن منافسيه، مدربين أو أندية، بكل ود.
خليفة الجنرال
وفيما يتعلق بالجانب التكتيكى والفنى، فربما كان تغير إيقاع لعبة كرة القدم بشكل هائل هو أحد أسباب عدم وجود مدرب يسير على نهج الجوهرى الدفاعى، خاصة وأن عصر الجنرال كان يقبل بتلك الطرق فى اللعب التي فرضتها، في الحقيقة، إمكانيات لاعبى مصر فى ذلك الوقت من حيث عدم مجاراتهم لأساليب الفرق الكبرى فى العالم.
لكن ربما نجد أن اسم كفاروق جعفر، المدير الفنى لفريق طلائع الجيش، هو الأقرب لأداء الجوهرى. حيث يعتمد جعفر كثيرًا على التأمين الدفاعى فى أغلب مواجهاته الكبرى أو أمام الفرق الهجومية النزعة، ثم اللجوء إلى المرتدات السريعة التى كفلت له تحقيق الفوز فى مباريات شهيرة والتعادل مع كبرى الفرق المصرية. وفي هذا الصدد كانت مباراته أمام النادى الأهلى فى ختام موسم 2008/2009 هى الأشهر. حيث لعب جعفر مباراة دفاعية بحتة معتمدًا على هجماته المرتدة ليتقدم بهدف واحد قبل أن يحرز الاهلى 3 أهداف قرب نهاية المباراة.
كذلك يظهر اسم مختار مختار إبان فترة توليه تدريب فريق نادى بتروجيت. لعب مختار مع بتروجيت بنفس الأسلوب الدفاعى إلى حد كبير، حيث أجاد التأمين الدفاعى والاعتماد على مرتدات ناجحة..
لكن في النهاية تبقى مدرسة الجوهرى التدريبية الشاملة ذخيرة لكل مدربى مصر والعالم العربي.. ذخيرة للاستفادة والتقييم والتطوير.. على أنه سيكون من الصعب أن تجد مدربا بعينه قادر على أن يحمل لقب.. خليفة الجنرال.
همس الحياة مشرفة المنتدى العام
عدد المساهمات : 1661 نقاط : 809 تاريخ التسجيل : 02/01/2012
موضوع: رد: أخبار الثلاثاء 04.سبتمبر.2012 الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 10:51 pm
بدأت الحكومة الأردنية إجراءات تقدير ما قدمه الجوهري لمنتخبات بلادها بإطلاق اسمه على احدى شوارع العاصمة تخليداً لذكراه.حيث أّكد عبد الحليم الكيلاني رئيس لجنة أمانة عمان الكبرى أن تلك الخطوة تأتي في أولى مراسم تقدير المدرب القدير والذي ساعد الكرة الأردنية وقدمها لها الكثير والكثير.
يُذكر أن لاعب الأهلي السابق وصاحب الفضل في كتابة اسم مصر في تاريخ المنتخبات التي شاركت في المونديال كان قد توفي يوم أمس عن عمر يناهز 74 عاماً متأثراً بنزيف في المخ.
همس الحياة مشرفة المنتدى العام
عدد المساهمات : 1661 نقاط : 809 تاريخ التسجيل : 02/01/2012
موضوع: رد: أخبار الثلاثاء 04.سبتمبر.2012 الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 10:56 pm
الدفاع أولا خطة وضعها الجنرال للحفاظ على المرمى واستخدمها الساسة خوفا على المقاعد
اشتهر الراحل محمود الجوهري بخطته الدفاعية التي طبقها في مواجهة جميع منافسيه، حيث اهتم بوضع أكبر عدد من اللاعبين أمام مرماه لحمايته من الأهداف، مع الاعتماد على لاعب يتمتع بالسرعة والقدرة على القنص لخطف هدف قاتل ينهي به المباراة.
ولم يكن الجنرال وهو يضع خطته يدري أن السياسيين سيستخدمونها أكثر من استخدامه هو لها. إذ قامت خطط السياسيين في مصر في العقود الثلاثة الماضية، سواء في السلطة أو المعارضة، على تأمين كياناتهم مع المناوشة من بعيد واللعب على الهجمة المرتدة التي ترهب الخصوم، ولا تخل بالتنظيم الدفاعي.
وبسبب هذه الخطة افتقد جميع السياسيين في مصر عنصر المبادرة، ولعبوا على عنصر الوقت. فإن تمكنوا من إحراز هدف قاتل فخير ونعمة، وإن لم يحدث فليكن التعادل وانتظار جولة جديدة، وإن لم يحدث فلتكن الهزيمة بأقل الخسائر.
خطة «الجوهري» استخدمها مبارك للدفاع عن مقعده، واستعملها الإخوان للدفاع عن بقائهم، ولجأ إليها قادة المعارضة للحفاظ على مكاسبهم، وصارت منهجًا للسياسة في مصر كلها. لكن هذه الخطة، بقدر نجاحها في تحقيق بطولات في الكرة والسياسة، كانت لها نتائج كارثية أيضًا على واضعها وتابعيه.
مبارك
منذ تولي الرئيس السابق حسني مبارك منصبه عام 1981، أحاط مقعده بعشرات الآلاف من جنود الأمن المركزي، ومخبري أمن الدولة، وكباش الفداء الجاهزة لتلقي أي سهم نيابة عن الرئيس، وحوّل البلاد إلى رقعة شطرنج هدف الجميع فيها الدفاع عن حياة الملك.
وكما ساهم هؤلاء في حماية مبارك من غارات منافسيه والحفاظ على مقعده لنحو ثلاثين عامًا، حجبوا عنه الرؤية فلم يعد يرى إلا جنوده، وعندها ارتضى أن يكونوا هم عينه التي يرى بها، فكان من الطبيعي أن يفعلوا به ما فعله عبد الظاهر السقا ومدحت عبد الهادي، بالجوهري!
أصبح لجنود مبارك بمرور الوقت أهداف أخرى بخلاف حمايته، منها جمع الثروة، والسطو على الأراضي، وتكوين الإمبراطوريات الخاصة، فتوزع مجهودهم بين الأهداف المختلفة، ولم يعد الدفاع عن الرئيس هو الهدف الوحيد، بل وتركوا مواقعهم الدفاعية أحيانًا لجمع الغنائم، ما جعل مبارك هدفًا متاحًا للمعارضة في العامين الأخيرين لحكمه.
اعتمد الرئيس السابق على رأس حربة واحد هو جمال مبارك؛ استخدمه في استفزاز المعارضة وجس نبض الشعب، ولأن الأخير مارس السياسة بنفس الطريقة التي مارس بها أحمد غانم سلطان الكرة، استفز الشعب والمعارضة معًا، صحيح أنه أحرز هدفًا قاتلًا أنهى به مباراة دامت لثلاثين عامًا، إلا أن الهدف كان في مرمى والده.
الإخوان المسلمون
الإخوان المسلمون أيضًا استفادوا كثيرًا من خطة الجوهري، فاستخدموها في غالبية فترات حياة جماعتهم، وكان المرمى الذي حاولوا منع الجميع من الوصول إليه هو «التنظيم». ولأن ولاء الأعضاء للجماعة كان أشد من ولاء اللاعبين للمنتخب، فقد ألقوا بأجسادهم أمام كرات النار كثيرًا لمنعها من إصابة مرماهم.
وكلما كانت الضربات الأمنية والغارات الإعلامية تشتد، كان عدد المدافعين يتضاعف، بل ولجأوا إلى الهجوم المرتد في فترات سابقة، حيث اغتالوا بعض خصومهم، أو حاولوا، لتخفيف الضغط على تنظيمهم، إظهار بعض ملامح قوتهم لإرهاب المتربصين بهم، كما حدث في القضية المعروفة باسم ميليشيات الأزهر.
حتى عندما أطلق النشطاء الدعوة إلى الثورة على نظام مبارك في 25 يناير 2011، لم يجازف الإخوان بالهجوم، وقرروا البقاء في مواقعهم الدفاعية كتنظيم وعدم الخروج إلى الشارع، مع السماح للأعضاء بالمشاركة فُرادى بنفس منطق المناوشة بمهاجم وحيد، خوفا من هجمة شرسة قد يشنها نظام مبارك على الجماعة في حالة فشل الثورة.
كانت الثورة هي الهدف القاتل الذي أحرزه الإخوان في مرمى السلطة، فتحولت من جماعة مُطاردة ومُضطهدة ومحظورة، إلى سلطة تحكم وتتحكم، وانتهت مرحلة التضحية بالجنود التي قدمت فيها الجماعة آلاف السجناء والمعتقلين ووصل الأمر ببعضهم إلى حبل المشنقة، لتبدأ مرحلة توزيع مكافآت الفوز، ويبدأ أعضائها في الجلوس على مقاعد صنع القرار في الوزارات والمحافظات.
الغريب أن الجماعة واصلت خطتها الدفاعية حتى بعد الوصول إلى الحكم. فبعدما أدرك الإخوان دور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في إسقاط مبارك ونظامه، قرروا أن ينشروا عددا كبيرا من مدافعيهم فيه، يواجهون أي نقد للجماعة على صفحاته، ويتهموا صاحبه بمعاداة الدين. وبعد أن أمن الإخوان عن مرمى التنظيم، بات همهم الأكبر الدفاع عن مرمى السلطة.
المعارضة
أما أحزاب المعارضة في عصر مبارك، فقد كانت راضية على طول الخط بأقل الخسائر، وقانعة بأقل المكاسب. وكما كان لها خط دفاع عن مصالحها، كانت هي نفسها جزء من خط الدفاع عن مبارك، وليس أدل على ذلك من خوض الحاج أحمد الصباحي، رئيس حزب الأمة، انتخابات الرئاسة عام 2005، حيث نافس الرئيس السابق تحت شعار «أعط صوتك لمبارك».
كذلك وأثناء الحرب الإسرائيلية علي غزة، وفي خضم الهجوم علي مصر بسبب موقفها المتخاذل والسلبي إزاء قتل الآلاف في غزة، انطلق عشرة من رؤساء أحزاب المعارضة «الصغيرة» في مسيرة من مقر حزب شباب مصر إلى قصر عابدين للقاء الرئيس مبارك، وإعلان تأييدهم وموافقتهم علي تحركاته التي يقوم بها إزاء حرب غزة.
وتقدم رؤساء أحزاب شباب مصر والغد ومصر العربي الاشتراكي والشعب الديمقراطي والجمهوري الحر والمحافظين والأمن والأحرار بمذكرة لرئاسة الجمهورية رفضوا فيها ما أسموه بـ«المزايدات علي دور مصر» وأدانوا الحرب الكلامية التي تشنها بعض القوي العربية ضد مصر، في لهجة لم يجرؤ على التحدث بها أكثر أعضاء الحزب الوطني تشدداً.
بعض المتفائلين أكدوا أن هذا الموقف لا ينبغي تعميمه علي أحزاب المعارضة المصرية، لأن الأحزاب التي قامت بالزيارة صغيرة إلى الحد الذي يجعل مواقفها غير مؤثرة. ولكن ما حدث بعد أيام قليلة من هذه الزيارة أسكت جميع الأصوات. حيث زار وفد من أعضاء مجلسي الشعب والشورى الرئيس مبارك في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة لإعلان تأييدهم ومساندتهم لموقفه بشأن القضية الفلسطينية، ومبادرته التي أنهت العدوان علي غزة - بحسب التقارير الرسمية.
غير أن الوفد الذي زار الرئيس، الذي كان في الوقت ذاته رئيسًا للحزب الوطني، ضم إلي جانب نواب الحزب الحاكم ورئيسي مجلسي الشعب والشورى، كلاًّ من رؤساء أحزاب الوفد والتجمع والجبهة الديمقراطية والتكافل والجيل والدستوري الحر، والأحزاب الثلاثة الأولي محسوبة علي الأحزاب الكبيرة.
ودخل رؤساء أحزاب المعارضة في وصلات مديح للرئيس وسياسته وحكمته تفوقوا بها علي أعضاء الحزب الوطني الذين رافقوهم، حتى أن محمود أباظة، النائب المعارض ورئيس حزب الوفد المعارض وقتها، قال إنه لمس خلال اللقاء أن الرئيس مبارك هو «حارس الأمن الوطني»، وأكد أيضا أن «لقاء الرئيس كان مهما واتسم بالصراحة الشديدة، وخرج النواب جميعا من هذا اللقاء وهم يشعرون بالاطمئنان علي الوضع الوطني ووضع المنطقة خلال الأيام المقبلة التي يتوقع لها أن تكون حافلة بالتحديات والمخاطر، لاسيما أن الرئيس يحرص دائما علي الاستماع لمختلف الآراء».
بعد ما قاله «أباظة» لا يمكن الحديث عن شئ اسمه أحزاب المعارضة طوال حكم مبارك، فكانت أشبه باللاعب رقم 12 في فريق السلطة، راضية بما تتركه لها من فتات، ولا تحرك مهاجميها القليلين، إلا في حالة حدوث خلاف على الكعكة.
رحم الله الجوهري، فلو كان يعلم أن خطته ستتحول إلى نظرية سياسية لا ترى مصر من وراءها إلا الخسائر ما كان وضعها، رغم أنه كسب بها العديد من البطولات وصعد بها إلى كأس العالم، لكن خسارة بطولة أهون من خسارة وطن اكتفى بالدفاع، فلا هو فاز ببطولة، ولا حافظ على شباكه نظيفة.
همس الحياة مشرفة المنتدى العام
عدد المساهمات : 1661 نقاط : 809 تاريخ التسجيل : 02/01/2012
موضوع: رد: أخبار الثلاثاء 04.سبتمبر.2012 الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:02 pm
عبر سنوات طويلة درب فيها الجوهرى المنتخب المصرى الأول وأندية الأهلى والزمالك محققًا معهم بطولات وإنجازات عظيمة تتلألأ فى تاريخ الكرة المصرية.
كان الجوهرى أبًا لكثير من اللاعبين، منهم من اكتشفهم فى سن صغيرة جدًا، ومنهم من أعاد اكتشافهم. قَوَّم كثيرين وساعد وأرشد كثيرين.. أغلبهم بالطبع كان ضمن «جيل 90».. الجيل الذى يدين بالفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى إلى محمود الجوهرى.
كان الجنرال صاحب عين ثاقبة فى اختياراته للاعبين كان أغلبهم نجومًا بحق. لكن بعض الأسماء ظلت هى الأقرب لقلبه.. ترتبط به أينما ذهب.. نعم هو لم ينجبهم، لكنهم كانوا أبناءه.
التوأم
هم الأشهر والأقرب إلى الجوهرى عبر سنوات طويلة، خاصة حسام حسن الذى اكتشفه الجوهرى وقام بتصعيده إلى الفريق الأول بالنادى الأهلى وهو ابن 18 عامًا وقت وجود عمالقة النجوم فى الأهلى آنذاك.
ظل الجوهرى داعمًا لحسام وشقيقه، واعتمد عليهما ضمن «جيل 90» بشكل كبير واثقًا فى إمكانياتهما على حساب لاعبين كبار فى كأس العالم بإيطاليا.
ورغم انتقاد كثيرين لهذا الأمر، إلا أن التوأم، وتحديدا حسام، كانا عند حسن الظن . ولذا فقد ساندهما الجوهري فى رحلة الاحتراف وأعاد حسام إلى المجد فى 98 رغم انتقاد الجميع لكبر سن رأس حربة مصر الأشهر وقتها وعدم ظهوره بمستواه المعروف.
وما كان من حسام إلا أن رد الجميل مثبتًا أن رأى الجوهرى صائبًا دائمًا. إذ ساهم حسام بقوة فى الحصول على بطولة كأس أفريقيا الصعبة، بل وحصد لقب هداف البطولة بالتساوى مع مكارثى الجنوب أفريقى برصيد 7 أهداف.
ومنذ هدف حسام فى مرمى الجزائر عام 1989، وقبلها بالتأكيد، كان العميد السابق للاعبى العالم بمثابة أيقونة نجاح للجوهرى. وحتى بعد أن اعتزل حسام اللعب واتجه للتدريب، ظل الجوهرى بمثابة والده الروحى متابعًا لنضج ابنه وتطور مراحله. فيا لها من علاقة جمعت بين هذا اللاعب الكبير وهذا المدرب العظيم، أثرت بالتأكيد فى شخصية الأول ولا تزال .
ميدو
ارتبط الكثير من اللاعبين بالجوهرى، إلا أن ميدو يبقى حالة هامة وفريدة من نوعها. فصاحب الـ 18 ربيعًا لم يتخيل أن يضمه «الجنرال» إلى صفوف المنتخب المصرى الأول فى هذه السن الصغيرة. لكن الجوهرى صاحب العين الخبيرة فعلها وضم لاعب جنت البلجيكى الذى غادر نادى الزمالك باحثًا عن فرصة للاحتراف فى أوروبا.
كانت أولى مباريات ميدو الدولية تحت قيادة الجوهرى أمام الإمارات وديًا وأحرز فيها هدفًا. ثم كان هدفه الأشهر برأسه فى مرمى السنغال في تصفيات كأس العالم 2002، ثم أتت أهدافه فى باقى التصفيات وتصفيات ونهائيات كأس الأمم 2002 بمالى أيضا، لينطلق بعدها نحو أياكس الهولندى ثم رحلة احترافه الطويلة.
وقد ظل ميدو دائمًا وثيق الصلة بالجوهرى معترفًا بفضله الكبير عليه ومؤكدًا أنه بمثابة الأب له والوحيد الذى يتقبل منه النصيحة والتوجيه مهما كان قاسيًا.
الصقر
عميد لاعبى العالم الحالى لا ينسى فضل الجوهرى عليه أبدًا. فإذا كان قد ظهر على الساحة الدولية عام 1995، إلا أن انطلاقته وبزوغ نجمه كان مع الجوهرى عام 1997، ثم التوهج والاعتماد عليه بشكل رئيسى فى بطولة كأس الأمم الافريقية 1998 التى حقق فيها أولى ألقابه كلاعب فى سن الـ 22 حين أحرز هدفا عجيبا فى مرمى جنوب أفريقيا فى نهائى البطولة.
ثم انطلق ابن النادى الإسماعيلى بعدها إلى رحلة احترافه الطويلة. لكنه ظل ملازمًا للجوهرى فى منتخب مصر طوال فترة تدريب الأخير له، لتزداد خبراته أكثر وأكثر يومًا بعد يوم. وفى كل موقف يؤكد حسن أن الجوهرى هو مكتشفه الحقيقى وسبب النجاح الهائل الذى حققه فى مختلف الملاعب الأوروبية والمصرية.
البرنس
يبدو أن الرقم «18» يصر على الارتباط بالجوهري. حيث وثق الجنرال فى قدرات اللاعب الشاب ذو الـ 18 عاما وقتها أيضا، هانى رمزى، ومنحه مركزًا ثابتًا فى قلب دفاع المنتخب المصرى.
انطلق رمزى مع الجوهري في نهايات عام 1988 فى مباراة ودية أمام الكويت، ثم فى لقاء ليبيريا عام 1989 فى تصفيات كأس العالم، قبل أن يشارك فى نهائيات كأس العالم 1990 وهو يبلغ من العمر 19 عامًا. وكعادة الجوهرى، كان اكتشافه لرمزى وثقته الكبيرة فيه بداية اللاعب الحقيقية فى ملاعب الكرة العالمية. حيث انطلق الأخير بعدها مغردًا خارج بلاده ليسجل أفضل وأهم تجربة احترافية للاعب مصرى في الخارج.
اعتمد الجوهرى على رمزي فى كل المرات التى عاد فيها لتحمل مسؤولية الإدارة الفنية لمنتخب مصر الأول، وآخرها فى بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2002. وقد بدا رمزى متأثرًا بشكل ما بطريقة الجوهرى التدريبية عندما اعتزال وتوجه إلى مجال التدريب أيضا، ليظل الجوهرى علامة فارقة فى تاريخ برنس الدفاع المصرى.
الثعلب الصغير
لمح الجوهرى هذا اللاعب صغير السن كبير الموهبة عندما تولى تدريب فريق الزمالك عام 1993. كان حازم يبلغ من العمر وقتها – توقعوا المفاجأة – 18 عاما تقريبًا.
كان حازم آنذاك يلعب فى صفوف ناشئى الزمالك، فكان الجنرال هو أول من قام بتصعيده إلى الفريق الأول. ومن هنا بدأ إمام الصغير مشواره الكبير واللامع.
كان طبيعيًا أن يعتمد الجوهري على إمام فى منتخب مصر. فهو مكتشفه ويعرف جيدًا إمكانياته. وقد كانت أجمل فترات الثعلب الصغير مع الجوهري هي تصفيات ونهائيات كأس الأمم الأفريقية 1998 التى توج فى تصفياتها هدافًا ثم فاز بها مع الجوهرى مثبتًا توهجه بشكل لافت للنظر.. ثم انطلق للاحتراف الأوروبى بعدها فى إيطاليا وهولندا.
النجم الأسمر
تمتع هذا اللاعب الأسمر ذو الملامح المصرية الأصيلة بموهبة كبيرة أجبرت الجميع على احترامه والاهتمام منذ صغره، وذلك بعد أن قاد فريق المقاولون العرب إلى الفوز بكأس مصر وكأس الكؤوس الافريقية، وقبلها الميدالية الذهبية مع المنتخب فى دورة الالعاب الأفريقية.
علا نجم صبرى مع الجوهرى فى سن الـ23 تقريبا. إذ كان أحد نجوم المنتخب المصرى فى بوركينا فاسو 1998، بالإضافة إلى توهجه مع الجوهرى فى كل فتراته التدريبية مع المنتخب المصرى.
استفاد النجم الأسمر من خبرة الجوهرى لينطلق أيضا رحلة احترافية واسعة بدأت فى النمسا ثم اليونان والبرتغال. وخلال كل فترات لعبه، كان الجوهرى سرًا من أسرار تألق عبد الستار صبرى والتزامه واحترافيته العالية.
عبد الرسول
ربما لا تعرف الأجيال الجديدة هذا الاسم بشكل كاف. لكن يمكننا اختصار رحلة عبد الرسول الكروية فى جملة واحدة، وهى أنه كان أحد أهم وأبرز اللاعبين فى صفوف منتخب مصر بتصفيات كأس العالم 1990، وكانت أهدافه الحاسمة سببًا مباشرًا وهامًا فى الوصول إلى نهائيات إيطاليا.
لم يكن أحد يعرف ابن المنيا الشاب هشام عبد الرسول، خاصة أن ناديه لم يكن بارزًا على الساحة الكروية. لكن الجوهرى اختاره وأصر عليه وأشركه وسط مجموعة كبيرة من المواهب والأسماء العظيمة من أبناء جيل 90.
لم يخيب عبد الرسول أمل الجوهري فيه. إذ أصبح هداف المنتخب المصرى فى التصفيات برصيد 3 أهداف فى وجود حسام حسن وأحمد الكأس وجمال عبد الحميد وغيرهم.
سجل عبد الرسول فى عهد الجوهري عدة أهداف في مباريات ودية ورسمية، كان أهمها هدف التعادل فى مرمى مالاوى خارج الديار، ثم هدف الفوز على نفس الفريق فى القاهرة، ثم هدف آخر فى مرمى كينيا نهاية مرحلة المجموعات، ليدفع بالفراعنة إلى المباراة الحاسمة أمام الجزائر. إلا ان سوؤ الحظ لم يسعفه لتحقيق حلم المشاركة فى المونديال (1990) الذى ساهم فى الوصول إليه بعد حادث سيارة.. أبعد ابن الجوهرى عن الملاعب، إلا انه ظل مدينًا بكل شهرته التى لم تكتمل إلى الجنرال مكتشف المواهب فى كل وأي مكان.
الكاس
نجم أسمر آخر ارتبط بالجوهرى مبكرًا. فأحمد الكأس نجم الأوليمبى كان يبلغ من العمر حوالى 23 عاما عندما برز بقوة مع المنتخب المصرى تحت قيادة الجوهري.
اعتمد الجوهري على الكاس منذ أولى مبارياته كمدرب للمنتخب عام 1988. وظل مرتبطًا به طوال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، وتم اختياره لتمثيل مصر فى إيطاليا 1990.
أيضًا شارك الكاس مع الجنرال فى تحقيق كأس العرب بسوريا 1992، وأحرز هدفًا فى مباراة النهائى أمام السعودية.
ظل الكاس مقربًا للجوهري على مدى سنوات طوال، تعلم فيها من هذا الأخير فنون الكرة والقيم الرياضية الأصيلة.
والقائمة تطول...
الأسماء السابقة كانت هى الأبرز فى علاقتها بالجنرال الراحل فوجب تسليط الضوء الأكبر عليها. لكن ربما نحتاج إلى آلاف الصفحات إذا ما حاولنا حصر اللاعبين الذين قدمهم الجوهرى للكرة المصرية طوال أكثر من 14 عامًا من العطاء. فهذا الرجل هو بحق أحد أهم صانعى كرة القدم فى مصر خلال الفترة من عام 1988 وحتى 2002، سواء بأسلوبه التدريبى أو القيادى أو الإدارى أو الاستشارى والتخطيطى.
فالجوهري كان له الفضل الأول في اكتشاف/ إعادة اكتشاف/ أو صنع نجومية لاعبين مثل محمد عمارة، ياسر رضوان، أيمن منصور، رضا عبد العال، ياسر ريان، هادى خشبة، على ماهر، عصام الحضرى، نادر السيد، محمد يوسف، سمير كمونه، طارق مصطفى، عبد الظاهر السقا.. وغيرهم.
وهو كذلك الذي تمكن من قيادة من قيادة مجموعة من ناشئى الأهلى للفوز على كبار الزمالك فى دور الثمانية من كأس مصر عام 1984 بعد حادثة التمرد الشهيرة في النادي الأهلي. فظهرت أسماء مثل علاء عبد الصادق، بدر رجب، ضياء السيد، وطارق خليل.
وهو أيضًا الذي منح الزمالك فى موسم 1993/1994 دماءًا جديدة تدفقت فى عروق القلعة البيضاء لتقودها لاحقًا إلى نجاحات كبرى، مثل محمد صبرى، مدحت عبد الهادى، معتمد جمال، وأسامة نبيه.
هكذا يبقى تاريخ الجوهري حافلًا بالإنجازات والإخفاقات، الأفراح والأحزان.. هكذا سيظل الهتاف الأشهر «جوهري.. جوهري» يرن في أسماعنا لأعوام كثيرة قادمة ليذكرنا بالمدرب المصري الأحب والأشهر.. الجنرال.. محمود الجوهري.
همس الحياة مشرفة المنتدى العام
عدد المساهمات : 1661 نقاط : 809 تاريخ التسجيل : 02/01/2012
موضوع: رد: أخبار الثلاثاء 04.سبتمبر.2012 الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:07 pm
الجوهري: «الكوتش القصير» الذي رفع قامة الجماهير عاليًا
منح «الكوتش القصير»، محمود الجوهري، جيلًا كاملًا من المصريين بهجة لا تضاهى. فمنذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين وحتى مطلع الألفية الثالثة، كان الجوهري هو علامة جودة الكرة المصرية، وذلك رغم كل الانتكاسات والإحباطات التي أصابت المصريين من جراء المفاجآت غير السارة التي فرضها عليهم بين الحين والحين.
لكن المصريون رغم ذلك لا يمكنهم أبدا أن ينسوا أن الجوهري هو المدرب الوحيد الذي نجح في إيصال المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم بعد نصف قرن من الفشل المتواصل. فهذا إنجاز يجاوز أي إنجاز في تاريخ الكرة المصرية في العقود الأخيرة.
ترك الجوهري عشرات الأبناء والأحفاد يمارسون فنونهم اليوم على المستطيل الأخضر.. كثير منهم يعلم أنه تلميذ من تلاميذ كوتش رفع قامة الجماهير المصرية عاليا رغم قصر قامته.. أما تلاميد الجنرال في مجال التدريب، فأغلبهم لم يعد يتبع مدرسة الجوهري الدفاعية، ورغم ذلك فالكل لا يمكنه أن يفلت من كاريزمته وقدرته على إدارة لاعبيه نفسيا ومعنويا.
وإن كان الجوهري قد نجح في ضمان حب اللاعبين والمدربين والجماهير المصرية في قلبه، فهو أيضا تحول إلى إيقونة عربية، يحبها القاصي والداني من المحيط والخليج ويعلم قيمتها. ذلك أن الرجل حقق «تعايشا» بين الجميع وفرته أخلاقه الرياضية العالية وقدرته على الحسم وذكاؤه في الإدارة.
في هذا الملف سنتحدث عن الجوهري المدرب والإنسان، عن مدرسته التدريبية، عن تلاميذه في الملاعب، وعن رثاء زملاؤه وأبناؤه من اللاعبين له، وعن مسيرته بين النوادي والدول. وسنحكي كذلك عن سياسته الدفاعية التي كانت عنوانا لعهد مضى.. حين اقتبس الحكام طرقه في الدفاع الصلب للبقاء على كراسي السلطة، وحين نسخ المعارضون أدواته لدرء بطش الحكام.
لن ينسى التاريخ الجوهري.. ولن تنساه جماهير الكرة.. فهذا رجل كان علامة على عصر كامل.. هذا القصير الجاد المحترم أعطانا ما لن ينمحي ولو طال الزمن.. البهجة والأمل.
الجنرال المدافع: صانع البهجة يبحث عن خليفة
لا يمكن أن تختصر استراتيجية محمود الجوهري كما يحلو للبعض فى جملة «الدفاع خير وسيلة للهجوم». فصحيح أن الرجل اشتهر بخططه الدفاعية الصلبة التى مكنته من قيادة المنتخب المصرى الأول للوصول إلى نهائيات كأس العالم 1990 فى معجزة كروية فى ذلك الوقت لم تتكرر إلا قبلها بأكثر من نصف قرن، لكن صحيح أيضًا أن الرجل كان له أسلوبه الخاص والشامل الذي نجح في تحقيق «معجزات» للكرة المصرية لا تزال تتألق في سمائها.. المزيد
قصة تعايش: درّب الأهلي والزمالك وأسعد مصر والأردن وتحدى الخلافات السياسية
يمثل الكابتن محمود الجوهري نموذجًا فريدًا للتعايش واحتواء المختلفين وكسب احترام الجميع. فجمهور الأهلي أحب الجوهري عندما كان لاعبًا في صفوفه ومدربًا لفريقه، ولم يكرهه أو يسئ إليه عندما تولى تدريب الغريم التقليدي «الزمالك»، بخلاف كثير من النجوم، خسروا شعبيتهم بعد الانتقال من أحد القطبين إلى الآخر.. المزيد
الخبراء وزملاء الملعب يبكون «جنرال» الكرة المصرية
اتفق خبراء ولاعبو جيل التسعينيات على أن الكرة المصرية فقدت الكثير برحيل الجنرال محمود الجوهرى، مؤكدين أنه أهم وأكثر المدربين عطاء فى تاريخهم، وأشادوا بخلقه وسلوكه على مدار تاريخه فى الملاعب لاعباً ومدرباً، كما أكدوا أنه كان واحداً من المدربين القلائل فى العالم الذين جمعوا بين الجانبين الإدارى والفنى كونه كان ضابطاً سابقاً فى القوات المسلحة، وهو ما منحه شخصية قيادية حازمة نجحت فى قيادة أجيال مختلفة من اللاعبين لعدد من البطولات والإنجازات التى لن تنسى فى تاريخ الكرة المصرية.. المزيد
الكوتش وأبناؤه: تلاميذ الجوهري من التوأم إلى ميدو
عبر سنوات طويلة درب فيها الجوهرى المنتخب المصرى الأول وأندية الأهلى والزمالك محققًا معهم بطولات وإنجازات عظيمة تتلألأ فى تاريخ الكرة المصرية. كان الجوهرى أبًا لكثير من اللاعبين، منهم من اكتشفهم فى سن صغيرة جدًا، ومنهم من أعاد اكتشافهم. قَوَّم كثيرين وساعد وأرشد كثيرين.. أغلبهم بالطبع كان ضمن «جيل 90».. الجيل الذى يدين بالفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى إلى محمود الجوهرى.. المزيد
الدفاع أولا.. خطة وضعها الجنرال للحفاظ على المرمى واستخدمها الساسة خوفا على المقاعد
لم يكن الجنرال وهو يضع خطته يدري أن السياسيين سيستخدمونها أكثر من استخدامه هو لها. إذ قامت خطط السياسيين في مصر في العقود الثلاثة الماضية، سواء في السلطة أو المعارضة، على تأمين كياناتهم مع المناوشة من بعيد واللعب على الهجمة المرتدة التي ترهب الخصوم، ولا تخل بالتنظيم الدفاعي.
همس الحياة مشرفة المنتدى العام
عدد المساهمات : 1661 نقاط : 809 تاريخ التسجيل : 02/01/2012
موضوع: رد: أخبار الثلاثاء 04.سبتمبر.2012 الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:11 pm
قصة تعايش: درّب الأهلي والزمالك وأسعد مصر والأردن وتحدى الخلافات السياسية
يمثل الكابتن محمود الجوهري نموذجًا فريدًا للتعايش واحتواء المختلفين وكسب احترام الجميع. فجمهور الأهلي أحب الجوهري عندما كان لاعبًا في صفوفه ومدربًا لفريقه، ولم يكرهه أو يسئ إليه عندما تولى تدريب الغريم التقليدي «الزمالك»، بخلاف كثير من النجوم، خسروا شعبيتهم بعد الانتقال من أحد القطبين إلى الآخر.
كذلك بدأ الجنرال مسيرته التدريبية بالسعودية في أوج الأزمة بين مصر والدول العربية بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وخاض رحلة نجاح بين الكرة الأردنية في مطلع الألفية الجديد، رغم وجود خلاف سياسي بين القاهرة وعمان.
فالجوهري خاض مسيرته مع الأهلي كلاعب بين عامي 1955 و1964، حيث اعتزل بعد سلسلة من الإصابات في الركبة، وبعد تحقيق عدة إنجازات رغم أن رحلته مع كلاعب كرة لم تدم طويلا، حيث حصل على لقب هداف النسخة الأولى لكأس الأمم الإفريقية عام 1959، كما شارك في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960.
بعدها بدأ الجوهري مع فرق الناشئين في الأهلي، ثم عمل مدربًا مساعدًا مع الكابتن عبده صالح الوحش، وقاد الأهلي لإنجاز لا ينسى في أول عام له كمدرب للفريق الأول عندما أحرز النادي لقب كأس إفريقيا لأول مرة في تاريخه عام 1982، كما فاز الأهلي تحت قيادته بكأس مصر عامي 1983 و1984.
وكانت مفاجأة كبرى عندما قبل الجوهري عرضًا لتدريب الزمالك في أكتوبر 1993، وحينها كان انتقال اللاعبين والمدربين بين الغريمين التقليديين أمرًا غير مألوف.
توقع الجميع أن يكون ذلك إعلان للفراق الدائم بين جمهور الأهلي والجوهري. لكن بفضل أخلاق الجنرال، وعدم إساءته لناديه السابق بأي صورة، رد الجمهور الأحمر على تأدب الرجل بالمثل فلم يهاجمه في أي مباراة قمة، بخلاف أي نجم ينتقل من الأهلي للزمالك أو العكس، حيث تطارده جماهير المنافس بالهتافات في أي مباراة تجمع بين الفريقين.
استمر الاحترام المتبادل بين جمهور الأهلي والجوهري، رغم أن الأخير قاد الزمالك للفوز على فريقه القديم في كأس السوبر الإفريقية في يناير 1994، وذلك بعد شهر واحد من فوزه مع الفريق الأبيض بلقب كأس إفريقيا، ليبقى الجنرال حالة فريدة في كسب جمهوري الأهلي والزمالك معًا.
ما فعله الكابتن محمود الجوهري مع الأهلي والزمالك، فعله بصورة أوسع، على الصعيد العربي. إذ عمل في دول كانت على خلاف مع مصر، ورغم ذلك اكتسب حب واحترام الجميع هناك.
سافر الجوهري إلى المملكة العربية السعودية عام 1977 بينما كانت الخلافات بين مصر والدول العربية بصفة عامة، والسعودية بصورة خاصة، على أشدها، بالتزامن مع توقيع الرئيس أنور السادات على اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وبينما كان الجنرال الراحل يمارس عمله كمدرب مساعد في فريق اتحاد جدة السعودي، كانت المملكة في مقدمة الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع مصر، وتعلق عضويتها في الجامعة العربية، وتقرر نقل المقر الدائم للجامعة من القاهرة إلى تونس العاصمة.
استمر الجوهري في المملكة عدة سنوات متجاوزا جميع الخلافات السياسية، ومقدما صورة جيدة للمصري الذي يصر على النجاح رغم كل الصعوبات، ويحاول أن يصلح بالرياضة ما أفسدته السياسة، وهو ما تحقق له، فلم يسئ أحد إليه طوال عمله في السعودية، ومارس دورا لا يمكن إنكاره في التقريب بين الشعبين.
غادر الجوهري السعودية متوجها إلى الإمارات حيث قاد فريق الشارقة، بعدها عاد إلى مصر عام 1985 لتدريب الأهلي مجددا، قبل أن يعود إلى المملكة مرة أخرى عام 1986 لتدريب فريق الأهلي السعودي.
واصل الجوهري رحلته العربية بعد ذلك في الأردن، إذ قاد منتخبه للوصول إلى دور الثمانية في كأس آسيا 2004 في ظهوره الأول على الإطلاق بالبطولة القارية، واستمر الجوهري مع الأردن حتى 2007 وعاد إلى مصر ليعمل لفترة قصيرة مستشارا للاتحاد المصري لكرة القدم، لكنه ترك منصبه سريعا عقب خلافات مع أعضاء مجلس الإدارة، وعاد لمواصلة عمله في الأردن.
ولم يتأثر الجنرال بأزمة سياسية حادة وقعت بين مصر والأردن خلال فترة عمله الثانية بالمملكة الهاشمية، إذ اعترضت القاهرة على موافقة عمّان على مشروع قناة البحرين بالاتفاق مع إسرائيل وبتمويل غربي، والذي كان سيؤثر سلبا على مياه خليج العقبة، فضلا عن اعتقاد مصر بأنّ المشروع يمثل مؤامرة لاستبدال قناة السويس بأخرى تمر من الأحمر إلى الميت وصولاً إلى البحر المتوسط.
وقالت تقارير صحفية مصرية إنّ الكيان الصهيوني سحب مشروعه المشترك مع الأردن والسلطة الفلسطينية لتوصيل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت، من مسودة مناقشات اجتماعات وزراء المياه لدول الاتحاد من أجل المتوسط، في مؤشر على خلاف عربي صهيوني على هذا المشروع، وواصل الجوهري مهمته رغم كل الخلافات، حيث وضع الكرة الأردنية على الخريطة العالمية لأول مرة، وانتقل بها من نجاح إلى آخر.
وبهذا قدم الجنرال الذي درس العلوم العسكرية، وعمل في القوات المسلحة حتى ترك الخدمة عام 1976 برتبة عميد، دروسا في تجاوز التعصب الكروي بين الأندية، والتعصب السياسي بين الدول، وبدلا من تأثر عمله بالظروف المحيطة، راهن على تطويعها وزوال الخلافات، وكان دوما يكسب الرهان.